صفاقس: حقوقيون يشدّدون على ضرورة تركيز المحكمة الدستورية
وقال القرقوري في ملتقى علمي نظّمته جمعية الحقوقيين بصفاقس بالاشتراك مع مدرسة الدكتوراه بكلية الحقوق بالجهة والفرع الجهوي للمحامين حول" القضاء الدستوري" اليوم الخميس في صفاقس إن العدالة الدستورية التي لا تصنّف كغيرها من أصناف العدالة لم تكن من الأولويات في تونس باعتبار أن الهيئة الوقتية لمراقبة دستورية مشاريع القوانين لم يرتق أداؤها كما هو الشأن للمجلس الأعلى للقضاء قبلها إلى انتظارات التونسيين والمتطلعين لنظام ديمقراطي مدني وعصري في بلادنا.
وأبرز القرقوري دور القضاء الدستوري في حماية الحقوق والحرّيات التي تعرف الآن هجمة بحسب تعبيره وفي إعادة التوازن بين السلط ولا سيّما بين السّلطتين التشريعية والتنفيذية.
وحذا الأستاذ الجامعي عصام بلحسن حذو زميله معتز القرقوري حيث اعتبر في مداخلة بعنوان " القاضي الإداري ومراقبة دستورية القوانين" أن القضاء الإداري توفّق إلى تنصيب نفسه مراقبا لدستورية القوانين في ظل غياب المحكمة الدستورية وذلك منذ سنة 2013 حيث نصت هذه المحكمة في أربع قرارات على أنّها لا يمكن أن تتجاوز الدستور وأنّه من واجبها النظر مراقبة دستورية القوانين في غياب محكمة دستورية أو في ظل عدم نظر الهيئة الوقتية لدستورية مشاريع القوانين.
واستعرض الأستاذ المساعد بكلية الحقوق وعضو جمعية الحقوقيين محمد النيفر عديد التفاصيل الفنية والقانونية التي تجسم نقائص مسار إرساء القضاء الدستوري في تونس على مر مختلف الفترات قبل 2011 وبعدها من خلال غياب الهياكل المختصة بالشكل القانوني الكامل ومن خلال قراءة في أداء الهيئة الوقتية لمراقبة دستورية مشاريع القوانين وما قال عنه إقصاء القضاء لتدخل الهيئة.
وانتقد انقسام وتساوي أصوات الهيئة كما كان الشأن في القرار الأخير المتعلق بالطعن في دستورية قانون المصالحة الإدارية الذي أدّى إلى إعادته الى رئيس الجمهورية، معتبرا أن هذه الوضعية غير قانونية لأنها غير موجودة أصلا في نص الفصل 23 من القانون الأساسي المؤرخ في 18 أفريل 2014 المتعلق بالهيئة الوقتية لمراقبة دستورية مشاريع القوانين.
كاتب المقال غازي الدريدي