صفاقس تحيي ملحمة 15 جويلية 1881
وبدأ يوم 15 جويلية قصف عنيف حسب تعبير أحد الملاحظين الأوروبيين بحساب قذيفة كل 5 دقائق يزن بعضها 200 كلغ و تركز على تدمير السور و خاصة حصني القصبة وبرج النار. ولما أحدث القصف أضرارا كبيرة بالدفاعات تم إنزال ما يناهز 3000 جندي فرنسي من المشاة إلي البر، يوم 16 جويلية، وبدأ الغزاة بالسيطرة على الحي الأوروبي ثم قاموا بتفجير باب القصبة لكي يتوغلوا داخل السور، فلقي 40 من المقاومين المتحصنين وراء الباب مصرعهم في الحين . ثم شهدت أنهج المدينة معارك طاحنة دامت ثلاثة أيام أصيب فيها العديد من الجنود الفرنسيين برصاص المقاومين المختفين في كل مكان. و أفادت وكالة الانباء Havas أنّ المواجهات يوم 17 جويلية أسفرت عن إستشهاد 300 من أهالي صفاقس و200 من الفرسان.
سيطرت القوات الفرنسية على المدينة بفضل التفوق العسكري التي تتميز به وتخاذل السلطنة العثمانية عن نجدة المقاومة وسط خراب كبير لحق السور و المباني، وخلفت المعركة ما يقارب ألف شهيد منهم الضابط محمد معتوق و74 أسير من التونسيين مقابل أربعين قتيلا ومائة جريحا في صفوف الفرنسيين.
كاتب المقال Diwan FM