تونس تحيي الذكرى 62 للاستقلال
تحيي تونس اليوم الثلاثاء 20 مارس 2018 الذكرى 62 للاستقلال الذي مثّل نقطة انطلاق بناء الدولة الوطنية الحديثة وإرساء مؤسساتها عبر مسار لا يزال متواصلا الى اليوم.
خاض التونسيون خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية نضالات ومعارك ضحّوا خلالها بأرواحهم وأجسادهم وعانوا ويلات القمع والنفي والسجن والتعذيب... في سبيل تحرير وطنهم من الاستعمار الغاشم.
و قد مثلت حركة التحرر الوطني برهانا على تجذّر الوعي لدى التونسيين بضرورة مغادرة المستعمر للأرض ليخطوا ملاحم الكفاح المسلح والنضال من اجل التعريف بالقضية الوطنية العادلة في المحافل الدولية والأممية والاقليمية.
ينعم التونسيون اليوم بفضل تضحيات اجدادهم وأجيال التأسيس بالاستقلال الذي يمثل أكثر من مجرد ذكرى رمزية بل ان هذا العيد الوطني يعد مناسبة لاسترجاع المحطات والاشواط التي قطعتها تونس من اجل ان تصل الى ما وصلت اليه اليوم من تعددية في الحياة السياسية وتداول سلمي على الحكم وفصل بين السلط بعد ثورة اطاحت بنظام دكتاتوري وقطعت مع نظام الحكم مدى الحياة.
تونس التي تسير بخطى ثابتة على درب بناء ديمقراطيتها بعد 62 سنة من الاستقلال و7 سنوات من الثورة يتطلع شعبها في ظل جملة من التحديات والمخاطر التي تحيط بمسار الانتقال الديمقراطي الى كسب رهانات الحاضر والمضيّ قدما نحو ارساء دولة ديمقراطية تكرّس علوية القانون وتساوي الجميع أمامه دولة تلعب دورها من حيث الرعاية الاجتماعية ويتمتع الجميع فيها بالحريات الدستورية.
كاتب المقال غازي الدريدي